My Community Dubai Homepage
News banner Image

اختتام فعاليات "منتدى دبي للتنمية الدامجة" 2015

12-10-2015
دبي، 12أكتوبر 2015: اختتمت فعاليات "منتدى دبي للتنمية الدامجة" 2015، الذي تنظمه الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والذي أقيم يومي 11 و 12 أكتوبر بمشاركة كوكبة من المتحدثين العالميين وفرق العمل الحكومية.  
وأشاد سعادة عبدالله الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي ونائب رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بالنجاح الذي حققه المنتدى بمشاركة نخبة متميزة من الخبراء والمختصين والأكاديميين، وبحضور كوكبة من صناع السياسات في الحكومة المهتمين للاستفادة من المعرفة المتبادلة خلال جلسات وورش عمل المنتدى، وذلك لالتزام المنظمين بتوفير كافة السبل لاستعراض أفضل الممارسات والبرامج المطبقة حول العالم فيما يخص دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع. 

وفي هذا الصدد، صرح الشيباني: "إن مساهمة الأفراد والجهات الحكومية المحلية والعالمية في إنجاح أهداف "منتدى دبي للتنمية الدامجة 2015"، يدل على حرصهم بأهمية تعزيز ورفع الوعي لدى كافة فئات المجتمع لدمج ذوي الإعاقة، حيث أن أهمية هذه الخطوة تكمن في هدفها السامي وهو تحقيق المساواة والتكافؤ في الفرص لدى هذه الفئة دون تمييز على حساب أي من شرائح المجتمع".

تهيئة الخدمات والبنية التحتية

وأشادت معالي مريم خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية خلال حضورها بأن "منتدى دبي للتنمية الدامجة" تطرق إلى مواضيع غاية في الأهمية من شأنها تعزيز الخطى الرامية إلى تحقيق أهداف خطة دبي ٢٠٢١ والتي تركز في مضمونها على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، من خلال تهيئة كافة الظروف المحيطة بهم من بيئة ومواصلات وغيرها، حيث قطعت دبي مسافة طويلة في هذا المجال، وحققت نجاحات عالمية، فهي اليوم تستقبل مختلف الجنسيات من كافة الأطياف، تركز على تهيئة الخدمات والبنية التحتية، لتعززالسياحة الدامجة، وتستقطب دبي عدداً كبيراً من الزوار، وينبغي علينا تقديم التسهيلات كافة لهم، وتأخذ حكومة دبي هذا الموضوع على محمل الجد، وتعمل باستمرار لوضع وتطوير الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بهذا الموضوع".

مظلة موحدة

شدد سعادة خالد الكمدة، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع وعضو اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بأهمية وجود منصة تجمع كافة الأطراف المعنية بتطوير نمط حياة ذوي الإعاقة وتمكينهم في المجتمع، تتيح تبادل التجارب والخبرات، ومناقشة التحديات والمقترحات من جميع الجوانب وبما يضمن التنسيق المشترك والعمل وفق استراتيجية موحدة ومتكاملة. وقال الكمدة: "أوجدت مبادرة "مجتمعي... مكان للجميع"، مظلة موحدة للوصول إلى مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة، تمنحهم حقوقهم بشكل عادل ومكافئ لجميع شرائح المجتمع وتوفر لهم الحماية من الإساءة والاستغلال والإهمال. ويعطي منتدى دبي للتنمية الدامجة لفرق العمل العاملة على تنفيذ برامج ومشاريع تحت مظلة المبادرة، الفرصة للتعرف على أحدث وأنجح التجارب المطبقة محلياً وعالمياً والوصول إلى حلول عملية وخطوات عمل تطبيقية لتجاوز التحديات التي قد تواجه تحقيق رؤية مبادرة مجتمعي".
وأضاف الكمدة: "أطلقت هيئة تنمية المجتمع، ومن خلال عملها المعني بالحماية الاجتماعية والتوظيف لذوي الإعاقة، عدداً من البرامج التأسيسية كبطاقة سند للأشخاص ذوي الإعاقة والتي من شأنها إيجاد قاعدة بيانات متكاملة ووعي أكبر بواقع الإعاقة في دبي واحتياجات ذوي الإعاقة، وهو ما سيتيح تطوير خدمات تتلاءم مع هذه الاحتياجات تستفيد منها جميع الجهات المعنية بتوفير تسهيلات وخدمات لذوي الإعاقة".

وتابع الكمدة: "في الوقت الذي نسعى فيه للعمل وفق أعلى المعايير العالمية ولتكون دبي نموذجاً يحتذى به في مجال منح الفرص المتكافئة والتمكين الاجتماعي لذوي الإعاقة، يأتي منتدى دبي للتنمية الدامجة ليستقطب أحدث الخبرات العالمية في هذا المجال ويضع بين أيدي المشاركين وفرق العمل أنجح التجارب وأفضل الممارسات من مختلف أنحاء العالم، ليتم الاستفادة منها والبناء عليها بما يتوافق مع خصوصية مجتمعنا واحتياجاته".

خطط مستقبلية

وشهد افتتاح اليوم الثاني للمنتدى كلمة رئيسة كشفت خلالها السيدة عائشة ميران، مساعد الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، الجهود المبذولة لتضمين الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع الخطط والاستراتيجيات التي تضعها الإمارة بدءاً من خطة دبي 2021 وانتهاءً بالمبادرات والسياسات التي تضمنتها استراتيجية دبي للأشخاص ذوي الإعاقة 2020. 

وبدأت ببيان الحرص والرعاية التي توليها القيادة الرشيدة لذوي الإعاقة وذويهم، وقيام سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بزيارات ميدانية للإطلاع على سير العمل والخدمات المتوفرة لذوي الإعاقة والاستماع إلى ذويهم حول التحديات التي يواجهونها، وذلك حرصاً من سموه على التأكد من أن الاستراتيجية الموضوعة لدمج هذه الفئة مبنية على أسس صحيحة ومستندة للواقع اليومي الذي يتعايشه الأشخاص ذوي الإعاقة. 

واستعرضت ميران خلال كلمتها الخطوط العريضة لمبادرة "مجتمعي... مكان للجميع" والتي تعد بمثابة خارطة الطريق نحو إكمال مسيرة تحويل إمارة دبي بالكامل إلى مدينة صديقة لذوي الإعاقة بحلول العام 2020، من خلال التركيز على خمسة محاور استراتيجية تشمل التعليم، والصحة، والبنى التحتية والاتصال والتواصل، والتوظيف، والحماية الاجتماعية. وشددت ميران في حديثها حول أهمية رفع الوعي بحقوق ذوي الإعاقة في المجتمع، على أن يقابلها واجبات يقوم بها ذوي الإعاقة للمساهمة في نهضة بلدهم. كما أشارت إلى الأهداف العامة التي تحرص الحكومة على تبنيها في صياغة سياساتها وتصميم برامجها والمتمثلة في تعزيز الفرص المتساوية، والحفاظ على التلاحم الاجتماعي، وبناء قدراتنا المجتمعية. 
وأضافت ميران: "إن دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع يحتاج إلى ابتكار وتوفير عدد من الخدمات الاجتماعية المساندة، وتعزيز الوعي المجتمعي مما يسهم في دمجهم ويؤكد مشاركتهم في تطوير المستقبل المشرق للإمارة".

واختتمت ميران حديثها بضرورة وضع خطط مستقبلية لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بكافة أشكالها، وتعزيز الوعي لدى الموظفين ليكونوا على قدر كبير من الدراية بأفضل سبل تقديم الخدمة للأشخاص ذوي الإعاقة بما ييسر حصولهم على تلك الخدمات بأسلوب سهل وبسيط، من خلال تهيئة المنشآت والبنية التحتية الملائمة لهم لمساعدتهم في أخذ كافة حقوقهم في الحياة والمشاركة المجتمعية حالهم حال بقية أفرد المجتمع. 

دليل المصطلحات

يذكر أنه تم إطلاق دليلاً إرشادياُ للمصطلحات التي يجب استخدامها للتعريف بالأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية الإشارة إليهم، حيث يوفّر الدليل معلومات توضيحية حول مفاهيم خاطئة عن الإعاقة، ومصطلحات يجوز "اعتمادها" وأخرى يجب "تلافيها"، ونصائح لصياغة القصص، وإجراء المقابلات مع الأشخاص ذوي الإعاقات، ويضع المعلومات في بنى يسهل وصول الرأي العام إليها. وشددت السيدة عائشة ميران خلال كلمتها على أهمية الرجوع لهذا الدليل كمرجع رئيسي لوسائل الإعلام لتعزيز المصطلحات المستخدمة كـ"الاشخاص ذوي الإعاقة" بدلاً من المعاقين، حتى تتغير نظرة المجتمع لهم كونهم أشخاصاً ذوي مؤهلات وقدرات طبيعية.

قدرات عقلية متميزة

من جانبه ألقى الضوء الدكتور بيفاند خاليقيان الشريك الإداري من شركة "أفيسينا بارتنرز" المختصة باستثمارات الرعاية الصحية، العديد من المسائل المتعلقة بابتكارات التنمية الدامجة للأشخاص ذوي الاحتياجات الطبية المعقدة في دبي، خلال كلمته التي حملت عنوان "ابتكارات في التخطيط الدامج للأشخاص ذوي الاحتياجات الطبية المعقدة: "إن دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الطبية المعقدة في المجتمع أمر ضروري، ولا يجوز أن تقتصر هذه العملية على الأشخاص الذين لديهم إعاقة حركية أو بصرية فقط، فهناك أشخاص لديهم إعاقات جسدية كاملة تتطلب تدخل مبكر وعناية حثيثة حتى يستطيعون ممارسة حياتهم بالشكل الصحيح".

واستعرض خاليقيان عدداً من الحالات لأشخاص لم تتم الاستجابة لهم عند حاجتهم لذلك، مما تسبب في تطور حالتهم للأسوأ، حيث يعتقد البعض أن حاجة هذه الفئة لعناية شديدة طوال الساعة سبباً لإهمالهم وعدم خدمتهم بالشكل المطلوب، مؤكداً أن الكثير من هؤلاء الأشخاص يمتلكون قدرات عقلية متميزة".

وأوضح خاليقيان أن دولة الامارات تطوّر وتسخّر كافة الإمكانيات التي تساعد هذه الحالات على العيش بشكل طبيعي وبكل سهولة ويسر، حيث تعتبر الخطوة الاولى في عملية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة تكمن في أن نتفهّم إمكانية أن يعيشوا حياة طبيعية، فهم قادرون على التفكير والتواصل بشكل فعّال، وهي ثقافة مترسخة في المجتمع الإماراتي.
وتضمنت أجندة المنتدى ست جلسات خاصة تم تنظيمها مع الخبراء والأكاديميين العالميين وفرق العمل الحكومية التي تم تشكيلها لتطوير السياسات والبرامج الاستراتيجية الكفيلة بتحقيق رؤية دبي المستقبلية في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة وإعطائهم الفرص المتساوية. وقسمت هذه الجلسات لتناقش صياغة الخطط وتحديد العقبات واستخلاص البدائل المطلوبة في سبيل دمج هذه الفئة في المجتمع بشكل شامل ومتكامل، حيث شملت الجلسات مجالات التنمية العمرانية الدامجة، والتوظيف الدامج وتأسيس الأعمال، والتعليم الدامج، والسياحة والضيافة والترفيه الدامج، والحماية الاجتماعية. 

واختتم المنتدى الدكتور سالم الشافعي مدير إدارة السياسات والبرامج لحماية حقوق ذوي الإعاقة بالأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، استعرض خلالها حلة من المبادرات التي ستعمل على تطبيقها الجهات الحكومية وفرق العمل، حيث شملت هذه المبادرات: استحداث فئة أفضل جهة حكومية لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن فئات جوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، والحملة المجتمعية العامة التي تستهدف تغيير الثقافة والنظرة السائدة في المجتمع حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومشروع تقييم البنى التحتية والاتصال وتقنية المعلومات ووضع الخطط الكفيلة في تطبيق مبادئ التصميم العالمي لتأمين وصول الأشخاص ذوي الإعاقة لكافة المرافق والخدمات المقدمة في إمارة دبي بما يضمن تيسير حياتهم بشكل طبيعي، هذا بالإضافة إلى مشروع تطوير العيادات الإنمائية لتأهيل ذوي الإعاقة.

لقطات من المنتدى 
  • صاحب فعاليات المنتدى معرض حي شارك فيه مجموعة من ذوي الإعاقة، والذي حظي بإقبال واهتمام المشاركين، حيث تم عرض اللوحات الفنية التي تم رسمها ذوي الإعاقة من مركز مواهب، بالإضافة إلى العروض الفنية للأطفال الذين شاركوا بمواهب الرسم على القمصان، والمشغولات اليدوية، والعزف على البيانو. 
  • بدأت فعاليات المنتدى بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم حي لـ 27 طفلاً إماراتياً من ذوي الإعاقة من مركز دبي لتأهيل المعاقين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية. 
  • شارك في تنظيم وتسهيل خدمات المنتدى أكثر من 15 متطوعاً ومتطوعة مسجلين لدى مركز دبي للتطوع التابع لهيئة تنمية المجتمع ومركز النور لتدريب وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة، حيث تم تدريبهم مسبقاً من مركز تمكين للتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وتوزيعهم على مرافق المنتدى.
  • نظمت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي مساء اليوم الأول من المنتدى رحلة ترفيهية للمتحدثين، وذلك بأخذهم في جولة لتعريفهم بمعالم الإمارة والخدمات والمرافق المتوفرة للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث شملت الجولة الاطلاع على مرافق مترو دبي، ومن ثم عشاء في أحد المطاعم الإماراتية وصحب ذلك نقاشات عن المشاريع التي سيتم الإعلان عنها لتحقيق رؤية مبادرة "مجتمعي.. مكان للجميع" والتي تهدف لتحويل دبي لمدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة بحلول العام 2020. 
تجدر الإشارة إلى أن "منتدى دبي للتنمية الدامجة" 2015 قد افتتح أعماله مطلع هذا الأسبوع، وشارك فيه أكثر من 30 متحدثاُ عالمياً ومحلياً، وبحضور قرابة 400 شخص من فرق العمل الحكومية والمهتمين في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، حيث شهدت جلسات المنتدى على مدى اليومين تفاعلاً متميزاً بين المشاركين والحضور.